ملامح من التجريب الميتاقصيّ في بناء هندسة الواقعيّة السحريّة (قراءة في رواية «رآلف رزق الله في المرآة» لربيع جابر)

تسعي رواية ما بعد الحداثية إلي التوجّه نحو الأشکال الحديثة التي لا ترسو إلي تأويل محدّد، بل تفتح آفاقاً جديدة أمام المتلقّي. تُعدُّ الواقعيّة السحريّة من مدارس ما بعد الحداثية التي تروي عالماً افتراضياً عجائبياً غير مألوف، يتداخل مع الواقع، ولکنّه ليس هو الواقع عينه، وفي نفس الوقت، يُلغي معادلاتِ المتلقّي في عالم الواقع. وبما أنّ صلة الرواية الواقعيّة السحريّة بالواقع المعاش وتقلباته الاجتماعيّة والسياسيّة تفرض علي هذا النمط الروائيّ تنوّعاً في أشکال السرد؛ تتشعب أساليب السرد في حکي هذا النوع من الرواية وتتعدد طرائق بناء هندستها. هذا، ويُعدُّ الميتاقصّ، باعتباره ممارسة روائيّة تجريبيّة للنقد تحتوي في ذاتها تعليقاً علي هويتها السرديّة، من تقنيات ما بعد الحداثة التي يستخدمها کتّاب الواقعيّة السحريّة في بعض رواياتهم. هذه الدراسة، معتمدة علي منهج تحليل المضمون الکيفيّ في عرض المادة ونقدها، تهدف إلي إبراز بعض ملامح هذا التجريب الروائيّ في تأسيس روايات الواقعيّة السحريّة، من خلال رواية «رآلف رزق الله في المرآة» لربيع جابر. وأخيراً وصل البحث إلي أنّ الميتاقصّ يشکّل خصوصية متفردة لرواية رآلف رزق اللّه عبر تداخلات متعمدة تشير إلي العلاقة المعقّدة بين الواقع والتخييل. فالکاتب يستخدم الآليات الميتاقصيّة الأربعة، وهي: التطفل بالتعليق علي الکتابة، وتوريط الکاتب نفسه مع الشخصية الروائية، ومخاطبة القارئ مباشرة، والمفارقة التناصيّة، ليقدّم للمتلقّي ثراءً تأويليّاً عبر تحطيم ظاهرة الاندماج وتقويض مبدأها.

کلیدواژه ها:

الواقعیّة السحریّة ، المیتاقصّ ، ربیع جابر ، روایة رآلف رزق الله فی المرآة